مي زيادة وعشق الروح
" ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب "لحظة من الصمت انتابتني وأنا أقرأ تلك الكلمات لشاعر المهجر " جبران خليل جبران "
ومكثت حائرا ما بين عقلي وقلبي ، فذلك العقل الفضولي الذي لايتركني أمر علي تلك الكلمات دون أن يجادل ويحاور فيها القلب .
- فما تُدرك تلك الكلمات إلا بعد أن تمس شغاف القلب -
فمن تلك أيها القلب ؟
من تلك التي كتب عنها جبران بدماء قلبه؟
من تلك التي هدهدت كبرياء العقاد وأثارت غيرته؟
من تلك التي أخرجت الرافعي من صومعته ليكتب علي أوراق الورد ويرسل أحزانه ويري السحاب داميا ؟
من تلك التي بسمة منها أسعدت الزيات عمرا كاملا ؟
من تلك التي غازلها شيخ الشعراء اسماعيل صبري فقال عنها : " استغفر الله من برهة من العمر لم تلقني فيك صبا " ؟
وإذا القلب يقطع تلك الحيرة الممتعة .
ويالها من تنهيدة !
لا أدري أتنم عن حزن أم اشتياق أم فراق ؟!
وأجاب بصوت شجي : إنها معشوقة الأدباء وأيقونة العقل الأدبي الشاعرة المثقفة الجميلة
" مي زيادة "
مي زيادة ، طيف رقيق وشعاع هادئ ونسمة من ربيع
مي زيادة ، علاقة مغايرة في الأدب العربي .
وإذا العقل وكأنه لايرضي انتصار القلب عليه .
فيسرد قائلا:
إنها الأديبة مي زيادة ،
التي كان يجتمع في صالونها الأدبي
صفوة المثقفين والأدباء ، تلك التي كانت تحمل جل لغات الدنيا بين طيات لسانها ، فكانت تتحدث بتسع لغات
تلك التي أصاب عشقها كل من اقترب منها وألهمت عظماء الأدب كلمات أثقلت لغتنا بيانا وبديعا صار لنا من بعدهم تاريخا .
تلك الأديبة التي ولدت في فلسطين .
وإذ بالعقل ينظر للقلب وهو يعيد
فلسطين ...
فلسطين أيها القلب !
وبتنهيدة من القلب الشجي يجيب : نعم فلسطين . إنه السر يا صديقي
سر الوردة التي نبتت في أرض الحضارة أرض السلام ، أرض العروبة ،أرض الثقافة ، تلك الأرض التي تحمل في طياتها
" القدس " القلب النابض للأمة العربية بأثرها ذلك القلب الذي يهواه كل من اقترب منه ويهوي إليه كل من ابتعد عنه
فكما كانت مي معشوقة الأدباء العرب ، وعروس الأدب العربي ، وحلية الزمان ، والدرة اليتيمة في تاريخ الأدب العربي الحديث والقلب النابض لجل الأدباء والمثقفين .
فالقدس أيضا معشوقة القلوب والعقول ودرة الشرق وقلبه النابض .